لا تضعي أمامي
ساقًا على ساقِ !
فتبعثري كلامي
وتفجري أشواقي ..
وتحتلين أحلامي
وتقتلين آلامي
وأراكِ بكل زهوٍ مليكةً ..
رقيقةً .. حكيمةً ..
ويشتهيكِ عناقي ..
وإن دخلتُ إلى عرينكِ
خاضعًا بين يديكِ
وجدتني عند عرشكِ
أأتمر من نظرة عينيكِ
وأن دنوت وجدت شموخًا
ساكنًا في نهديكِ
وكبرياءٌ في بريق
أراه ضياءً من وجنينكِ
وإن رفعتُ رأسيَ طائعًا
وجدتكِ .. تزدهين
على كرسيكِ
والساقُ على الساقِ
ألا فإني .. لست أدري
ما قد حلَّ بي ..!!
إذ أراني .. تائهًا.. ضائعًا
لست أستجمع قلبي
فكلما رجوت .. أن أستبيح عرشكِ
وجدت حرّاسًا .. وحاشيةً
وجنودًا .. وشعبًا .. وجيوشًا قويةً !
كلهم طوع بنانكِ
فأنى السبيل إلى حنانكِ
وكيف العبور إلى جنانكِ
وطريقي أشواك
وفي الوصول هلاك
فامنحيني مرادي
فلست من الأعادي
فإنما أنا العشيق الذي
أخفي في الفؤاد .. اشتياقي ..
دعيني أقتربُ .. فإنني مغتربُ
اجعليني ضيفًا .. يحلُّ في الديار
وأكون في قربكِ
إن شئِت حبيبًا .. إن شئتِ رقيبًا
إن شئتِ سفيرًا .. إن شئتِ وزيرًا
إن شئتِ خادمًا .. قاعدًا وقائمًا
امنحيني ما تشائين .. لستُ أهتمُّ !
فإنما رجائي .. أن أراكِ أمامي
فلا تأمري إخراجي .. فإنه إعدامي
ذاك إن رغبتِ فراقي ..
دعيني أقول .. أفجر بوحي
فأنتِ البهاء أنتِ الجمال
دعيني أسطر .. أكتب لوحي
أشدوا بشوقكِ .. والدلال
يا قلعة ً للعاشقين
يا ملجأً للتائهين
ماذا عساي أن أكون؟
وأنتِ عشقُ المغرمين
أتراني أحظى منكِ
بنظرةٍ .. بهمسةٍ
بضمةٍ .. بلمسةٍ
أعلمُ أن ذلك من ضرب الجنون
فاعذريني .. واقبليني
إنني في كيانكِ المفتون
فأنتِ وحي المبدعين
وأنت شمس الهائمين
وأنتِ حصن الخائفين
وأنتِ فكر الكاتبين
كل القلائدِ .. كل الجوائزِ
كُلُّ حِلفٍ في دنيانا
صاغرٌ بين يديكِ
واقفين .. خاشعين
تائهين َمن عينيكِ
وبين هذه الجموع
سأدمر الممنوع
وأدعو من سَوَّاكِ
أنثىً .. بهية
شمسُها في سطوع
أن أحظى منكِ بالتلاقي
لتفجري أشواقي
وتحتوي عناقي
وتضعي أمامي
ساقًا على ساقِ !
.
.
حلمي القرشي
. .


