اشتقتُ إلى المَنٓاخة ..
وكلِّ الحواري القديمة ..
وأزقةٍ كانت تَحْوي البراءة ..
ونفوسٍ كانت في الحب نديمة ..
وقلوبٍ كانَ الإيخاءُ نبضَها ..
وصدقِ القولِ .. جميل الفعلِ
وحُسنِ التربيةِ والاستقامة ..
اشتقتُ إلى المناخة ..
<~>
هنالك مولدي ..
وهنالك علمني والدي ..
أخلاقَ أهل المدينة ..
والقبةُ الخضراء تُنير بَيتنَا
من شرفةٍ على مسجد الحبيبِ تُطَـلُّ
وتلك الأشجارُ في السقيفة تحتها َنسْتَظِلُّ
وحكايات عن تلكم الأيام
يرويها أبي بحسرةٍ وحرقة ..
أين مضت ؟ أين رحل الكرام ..
قد غدونا بعدهم في شتات وفرقة ..
تبعثر حُلمنا .. تفرق شملنا
وتوسعت تلك المدينة الصغيرة
إلى أحياء كبيرة
لا جارٌ يعرف جاره
لا خلٌ يحيي الزيارة
لا قريبٌ يسعى لقريبه وداره
كانت تلك انتقادات أبي
قبل سنين مداره
مرت مرورا سريعا
فلا بركة الوقت بقيت
والنفوس الطيبة رحلت
وتلك التربية التي عليها نشأنا
باتت اليوم من الماضي
وأبي يزداد حسرة
وأنا ازداد حرقة
فما كان بالأمس جميلاً
اختفى تحت وطأة التغاضي
ما عاد من المناخة شيءٌ
سوى ذكريات الماضي
وخلقٍ نظل نستمسك به
نُوَرِّثه لمن هو آتِ
فخفف حزنك يا والدي
فمن أتى بعدنا .. جعلنا مثلك نعاني
فخفف جرحك يا والدي
قد مضى زماننا وأتى زمانٌ ثانِ
فخفف حرقتك يا والدي
إن هذه لهي سنة الأكوانِ
أيا رب فاحفظ حُسن تربية
تمضي في عروقنا بكل زمانِ
أيا رب واحفظ لطيبة أخلاقها
وأعد لها مجداً .. يزينها في كل أوانِ
#حلمي_القرشي
<~>









