الهم .. والموت .. هما قاهرا الإنسان ، صغيراً كان أو كبيراً ، غنياً أو فقيراً ، حاكماً أو محكوماً ..
هي سنة الله - عز وجل - الجارية على خليقته منذ أن أذن لها بالوجود بـ (كن .. فيكون ) ،
ولعل الهمَّ ربما يكون أشد مرارة إن طال أمده ، وزادت مدته ، فهو الجالب للغم ، والآتي بالسقم ،
وهو قيد الإنسان الذي لا يجد مفراً منه إلا بتثبيت من الله عز وجل ، وصبر وإيمان واحتساب ،
فمن يقدر أن يتحمل الهموم العظام إلا من تحلى بالإيمان بالواحد الأحد ،
فالإيمان هو أفضل العلاج لهذه الهموم مهما تثاقلت ،أو أكلت من الإنسان صحته وعافيته وعمره ،
فعلاج ذلك كله مرتبط بتلك الحلاوة التي يجدها المؤمن في صبره واحتسابه لله عز وجل ،
مقراً في يقين نفسه أنما الابتلاءات لا تكون إلا لمن أحبهم الله تعالى من عباده ، واصطفاهم لذلك ، فيخفف بها ذنوبهم ،
ويرفع بها درجاتهم ، ويعلي بها من شأنهم ، فمن أدى ذلك الصبر والاحتساب حاز خيري الدنيا والآخرة .



