19‏/1‏/2011

ما بعد الانتكاسة ..

بينما أقلب ذاكرتي وارجع بها إلى سنوات قد مضت ، وجدت فلماً جميلاً يحدثني عن مونديال عام 1994 م ، حينما تأهل المنتخب الوطني لأول مرة لكأس العالم ،
حينها ظهر المنتخب بمستوى مشرف قد لا يكون على مستوى الطموحات التي كانت مرسومة في ذلك الوقت ، ولكنها كبداية وانطلاقة في الأجواء العالمية كانت راقية بما للكلمة من معنى ،
فالروح الوطنية العالية التي كان يتمتع بها أبناء المنتخب ،
 وتمسكهم وسعيهم لرفعة اسم بلادهم عالياً خفاقاً ، لم يكونوا حينها يفكرون في مصالح شخصية ، أو محسوبية لأندية أو فئات أو أفراد ، أو البحث عن المادة وتنميتها ،
 بل كان شغلهم الشاغل أن يكون اسم المملكة حاضراً وقوياً ،


 لذلك كان منتخب مونديال 1994 م هو أفضل من ممثل المملكة في كؤوس العالم من ذلك التاريخ وحتى اليوم للأسباب التي ذكرناها وبينّاها ،
 وللتكاتف الجماعي والسعي لتحقيق الهدف الواحد الذي أصبح نبراساً لهم فتميزوا ورفعوا رؤوسنا عالياً ليتوجوا هذا الإنجاز بتحقق كأس الخليج مباشرة عقب المونديال ،
 لذا يحق لنا أن نفخر به ونشمخ .

لكن السؤال الذي يُطرح الآن : أليس من المفترض أن تكون المستويات المتعاقبة للمنتخب أفضل من السابقة ؟ أليس من المفترض أن تكون الخبرة قد توفرت طوال هذه السنوات مما يجعله يظهر في مستويات أفضل وأرقى وأجمل ؟

هذا هو المنطق الطبيعي والمعقول ، ولكن ما رأيناه خاصة في الفترة الأخيرة أن المنتخب السعودي قد بدا وكأنه منتخب بدائي لا يحمل ذلك التاريخ الطويل ولا الخبرات العالية ولا الإمكانيات الكبيرة التي وفرتها الدولة وما زالت للرياضة والرياضيين ،

 وحينما نحاول البحث عن الأسباب الجذرية لاجتثاثها لكي يعود المنتخب للمستوى الأفضل
نجد المبررات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، مبررات لا تنبعث منها مطلقاً روح الوطنية والسعي لرفعة شأن الوطن ، بل هي تجريد للذات من المسؤولية بأي وسيلة كانت وتحميلها للغير بينما لو حدث العكس لكانت تلك التصريحات النارية الرنانة .

إن الانتكاسة التي حدثت للمنتخب طوال الفترة الأخيرة لابد من السعي بكل جدية وبكل وطنية مخلصة للبحث عن أسبابها الفعلية والتحقيق فيها وإيجاد الحلول الجذرية التي لا بد أن تتخذ الآن وعاجلاً كي نحاول النهوض بالمنتخب وإنقاذ الوضع المتدهور الحاصل وإخراجه من هذه الانتكاسة التي لا نقبلها على منتخب لطالما عشقناه وشجعناه بكل قلوبنا ومشاعرنا ،

 وسنبقى كذلك مهما كانت الانتكاسات .


حلمي القرشي


13-2-1432
17-1-2011 

0 التعليقات :

أضف تعليق