حينما يشعر الإنسان فجأة أن هنالك دعامة كبيرة في حياته قد اختفت لظرف ما ؛
يجد نفسه غير مستطيع استدراك نفسه ،
خاصة من كان لا يستطيع مجابهة العواصف دونها ،
فحينما تغيب عنه أو يفتقدها يجد نفسه في وطيس معارك جمة غير مهيئ لقيادتها القيادة الحكيمة
، حينها يشعر فعلا باليتم والضعف والهوان .
هذا ما عشناه فعلا منذ إصابة المليك بالانزلاق الغضروفي ، غادرنا ليتلقى العلاج والراحة ، وقد عانى الكثير والكثير من المسؤوليات الجمة التي ألقيت على عاتقه ، مكاشفته ومصارحته لأبناء شعبه فضلا عن مزاحه الجميل معهم برغم الألم الشديد الذي يصيبه يثبت لنا مدى العفوية الكبيرة التي يعيشها المليك ، وفي الوقت ذاته يعطينا النموذج للإنسان السلس التعامل الذي وفي أحلك الظروف وأصعبها يجد نفسه متماسكاً صادقاً صريحاً مع ذاته ومع شعبه ..
إن بيانات الديوان الملكي المتكررة حول صحة المليك لتزيدنا طمأنينة حول صحته وعافيته ، وتشعرنا بالسرور حينما نرى هذه الشفافية والمكاشفة حول صحة خادم الحرمين الشريفين ، دون غموض مكتنف ، وهذه هي سياسة أخرى من سياسات المليك التي انتهجها خلال فترة حكمه ، فرأينا ذلك التغيير الجذري ، والمتغيرات الواقعية على كافة الأصعدة ، تابعنا ذلك التطور الذي شهدته كافة القطاعات المختلفة والتي بدأت بعض ثمارها تظهر ، بيد أن المستبصر بعقله والراجح بفكره يدرك أن الثمار الجمة والفعلية ستكون على المدى الطويل لتظهر تباعاً ، فتؤتي أكلها كل حين ، لنقطف منها شيئاً و لتقتطفها الأجيال القادمة .
إن القلوب التي أحبت المليك من سويدائها ، وعرفت له قدره ، وعظمت له مكانته ، تجد نفسها هذه الأيام تتابع بكل ساعاتها أولاً بأول صحة المليك ونجاح عملياته ، وكأني بهم يوجهون الرسائل تلو الرسائل لمقامه ولسان حالهم يقول : نريدك بيننا .. لأنك من رسم على الشفاه البسمات ، وزرع الفرح ، وأزاح الترح ، لأنك من أردت النهوض بأمتك ، وتحاول بكل ما تملك رسم مستقبل زاهر لها ، لأنك من نظر إلى بعيد المسافات يحاول بوثوق الخطى تخطي الصعاب ، واجتياز المعضلات ، وقيادة مركب الأمة في ظل الأمواج المتلاطمة إلى شاطئ الأمان ، لأنك الأب الحاني على صغيرنا ، واليد الراعية لكبيرنا ، لأنك من تريد أن ترى بلادك أحسن البلاد ، ووطنك أجمل الأوطان ، وشعبك عزيز كريم ، لأنك من حملت الأمانة وقد عرفت عظم المسؤولية ، وثقل الرسالة ، وجسامة القيادة ، لأنك أخلصت النية لربك صادقاً مخلصاً ، لأنك من عقدنا عليه الآمال ، وتوسمنا فيك قيادتنا للأمثل فالأمثل ، وجعلناك صمام الأمان لنا .. نريدك بيننا .
إننا في ظل هذه الظروف التي تتيقظ لها القلوب ، وتنبض بالوجل حيناً والرجاء حيناً آخر ، وجل .. بالخوف على صحة المليك ، ورجاء من رب العالمين أن يشفيه ويعافيه ، وأن يعيده إلى أرض الوطن سالمأً معافاً ، ليقود أمته إلى مراتب العزة والرفعة والعلم والمعرفة كما يريدها هو دوماً .. وإلى خادم البيتين نوجه بقلوب واحدة ، كلمات قلبية .. يا أبا متعب .. نريدك بيننا .. أعادك الله إلينا في موفور الصحة والعافية .
حلمي القُرشي
12-06-2010 05:07 PM

اتجول هنا وهناك ومع كل مرة يخبرنا حرفك جمال جديد
ردحذفشكرا لك بحجم جمال أحرفك ياسيد القلم